كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وكل شيء مفعول وسع: أي علم كل شئ، ويجوز أن يكون علما على هذا التقدير مصدرا لمعنى وسع، لأن ما يسع الشيء فقد أحاط به، والعامل بالشئ محيط بعلمه: قوله تعالى: {وكيف أخاف} كيف حال، والعامل فيها أخاف وقد ذكر، و{ما أشركتم} يجوز أن تكون {ما} بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف، وأن تكون مصدرية {ما لم} {ما} بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، وهى في موضع نصب بأشركتم، و{عليكم} متعلق بينزل، ويجوز أن يكون حالا من (سلطان) أي ما لم ينزل به حجة عليكم، والسلطان مثل الرضوان والكفران، وقد قرئ بضم اللام وهى لغة أتبع فيها الضم.
قوله تعالى: {الذين آمنوا} فيه وجهان: أحدهما هو خبر مبتدإ محذوف: أي هم الذين.
والثانى هومبتدأ، و{أولئك} بدل منه أو مبتدأ ثان، {لهم الأمن} مبتدأ وخبر الجملة خبر لما قبلها، ويجوز أن يكون الأمن مرفوعا بالجار لأنه معتمد على ما قبله.
قوله تعالى: {وتلك} هو مبتدأ، وفى {حجتنا} وجهان: أحدهما هو بدل من تلك، وفي {آتيناها} وجهان: أحدهما هو خبر عن المبتدإ، و{على قومه}.
متعلق بمحذوف: أي آتيناها إبراهيم حجة على قومه أو دليلا.
والثانى أن تكون حجتنا خبر تلك، وآتيناها في موضع الحال من الحجة، والعامل معنى الإشارة، ولا يجوز أن يتعلق على بحجتنا لأنها مصدر وآتيناها خبر أو حال، وكلاهما لا يفصل بين الموصول والصلة {نرفع} يجوز أن يكون في موضع الحال من آتيناها، ويجوز أن يكون مستأنفا، ويقرأ بالنون والياء، وكذلك في نشاء والمعنى ظاهر، {درجات} يقرأ بالإضافة وهو مفعول نرفع، ورفع درجة الإنسان رفع له، ويقرأ بالتنوين، و{من} على هذا مفعول نرفع، ودرجات ظرف أو حرف الجر محذوف منها: أي إلى درجات.
قوله تعالى: {كلا هدينا} كلا منصوب بهدينا، والتقدير: كلا منهما {ونوحا هدينا} أي وهدينا نوحا، والهاء في {ذريته} تعود على نوح والمذكورون بعده من الأنبياء ذرية نوح، والتقدير: وهدينا من ذريته هؤلاء، وقيل تعود على إبراهيم: وهذا ضعيف لأن من جملتهم لوطا وليس من ذرية إبراهيم {وكذلك نجزى} الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف: أي ونجزى المحسنين جزاء مثل ذلك، وأما {عيسى} فقيل هو أعجمى لا يعرف له اشتقاق، وقيل هو مشتق من التعيش وهو البياض، وقيل من العيس وهو ماء الفحل، وقيل هو من عاس يعوس إذا صلح، فعلى هذا تكون الياء منقلبة عن واو، وأما {اليسع} فيقرأ بلام ساكنة خفيفة وياء مفتوحة.
وفيه وجهان: أحدهما هو اسم أعجمى علم، والألف واللام فيه زائدة كما زيدت في النسر وهو الصنم لأنه صنم بعينه، وكذلك قالوا في عمر والعمر، وكذلك اللات والعزى.
والثانى أنه عربي، وهو فعل مضارع سمى به ولا ضمير فيه، فأعرب ثم نكر ثم عرف بالألف واللام، وقيل اللام على هذا زائدة أيضا، ويسع أصله يوسع بكسر السين ثم حذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة ثم فتحت السين من أجل حرف الحلق ولم ترد الواو لأن الفتحة عارضة، ومثله يطأ ويقع ويدع {وكلا} منصوب بفضلنا.
قوله تعالى: {ومن آبائهم} هو معطوف على وكلا: أي وفضلنا كلا من آبائهم، أو وهدينا كلا من آبائهم.
قوله تعالى: {ذلك} مبتدأ، و{هدى الله} خبره، و{يهدى به} حال من الهدى، والعامل فيه الإشارة، ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى، ويجوز أن يكون هدى الله بدلا من ذلك، ويهدى به الخبر، و{من عباده} حال من {من} أو من العائد المحذوف، والباء في {بها} الأخيرة تتعلق ب {كافرين} والباء في بكافرين زائدة: أي ليسوا كافرين بها.
قوله تعالى: {اقتده} يقرأ بسكون الهاء وإثباتها في الوقف دون الوصل، وهى على هذا هاء السكت، ومنهم من يثبتها في الوصل أيضا لشبهها بهاء الإضمار، ومنهم من يكسرها.
وفيه وجهان: أحدهما هي هاء السكت أيضا شبهت بهاء الضمير وليس بشئ، والثانى هي هاء الضمير والمضمر المصدر: أي اقتد الاقتداء ومثله:
هذا سراقة للقرآن يدرسه ** والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب

فالهاء ضمير الدرس لا مفعول، لأن يدرس قد تعدى إلى القرآن، وقيل من سكن الهاء جعلها هاء الضمير وأجرى الوصل مجرى الوقف، والهاء في {عليه} ضمير القرآن والتبليغ.
قوله تعالى: {حق قدره} حق منصوب نصب المصدر وهو في الأصل وصف: أي قدره الحق، ووصف المصدر إذا أضيف إليه ينتصب نصب المصدر، ويقرأ {قدره} بسكون الدال وفتحها، و{إذ} ظرف لقدروا، و{من شيء} مفعول أنزل، ومن زائدة {نورا} حال من الهاء في به أو من الكتاب.
وبه يجوز أن تكون مفعولا به، وأن تكون حالا، و{تجعلونه} مستأنف لا موضع له، {وقراطيس} أي في قراطيس، وقيل ذا قراطيس، وقيل ليس فيه تقدير محذوف، والمعنى: أنزلوه منزلة القراطيس التي لا شيء فيها في ترك العمل به، و{تبدونها} وصف للقراطيس {وتخفون} كذلك، والتقدير: وتخفون كثيرا منها، ويقرأ في المواضع الثلاثة بالياء على الغيبة حملا على ما قبلها في أول الآية، وبالتاء على الخطاب وهو مناسب لقوله: {وعلمتم} أي وقد علمتم، والجملة في موضع الحال من ضمير الفاعل في تجعلونه على قراءة التاء، وعلى قراءة الياء يجوز أن يكون وعلمتم مستأنفا، وأن يكون رجع من الغيبة إلى الخطاب، و{قل الله} جواب {قل من أنزل الكتاب} وارتفاعه بفعل محذوف: أي أنزله الله، ويجوز أن يكون التقدير: هو الله، أو المنزل الله، أو الله أنزله {في خوضهم} يجوز أن يتعلق بذرهم على أنه ظرف له وأن يكون حالا من ضمير المفعول: أي ذرهم خائضين، وأن يكون متعلقا {يلعبون} ويلعبون في موضع الحال، وصاحب الحال ضمير المفعول في ذرهم إذا لم يجعل في خوضهم حالا منه، وإن جعلته حالا منه كان الحال الثانية من ضمير الاستقرار في الحال الأولى، ويجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور في خوضهم، ويكون العامل المصدر، والمجرور فاعل في المعنى.
قوله تعالى: {أنزلناه} في موضع رفع صفة لكتاب، و{مبارك} صفة أخرى، وقد قدم الوصف بالجملة على الوصف بالمفرد، ويجوز النصب في غير القرآن على الحال من ضمير المفعول أو على الحال من النكرة الموصوفة، و{مصدق الذى} التنوين في تقدير الثبوت لأن الإضافة غير محضة {ولتنذر} بالتاء على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم، وبالياء على أن الفاعل الكتاب، وفى الكلام حذف تقديره: ليؤمنوا ولتنذر أو نحو ذلك، أو ولتنذر {أم القرى} أنزلناه {ومن} في موضع نصب عطفا على أم، والتقدير ولتنذر أهل أم {والذين يؤمنون} مبتدأ، و{يؤمنون به} الخبر، ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب عطفا على أم القرى، فيكون يؤمنون به حالا.
و{على} متعلقة ب {يحافظون}.
قوله تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا} ويجوز أن يكون كذبا مفعول افترى، وأن يكون مصدرا على المعنى: أي افتراء، وأن يكون مفعولا من أجله، وأن يكون مصدرا في موضع الحال {أو قال} عطف على افترى و{إلى} في موضع رفع على أنه قام مقام الفاعل، ويجوز أن يكون في موضع نصب، والتقدير: أوحى الوحى أوالإيحاء {ولم يوح إليه شيء} في موضع الحال من ضمير الفاعل في قال أو الياء في إلى {ومن قال} في موضع جر عطفا على من افترى: أي وممن قال، و{مثل ما} يجوز أن يكون مفعول سأنزل، و{ما} بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف، وتكون {ما} مصدرية و{إذ} ظرف لترى والمفعول محذوف: أي ولو ترى الكفار أو نحو ذلك و{الظالمون} مبتدأ، والظرف بعده خبر عنه {والملائكة} مبتدأ ومابعده الخبر، والجملة حال من الضمير في الخبر قبله، و{باسطوا أيديهم} في تقدير التنوين: أي باسطون أيديهم {أخرجوا} أي يقولون أخرجوا، والمحذوف حال من الضمير في باسطوا.
و{اليوم} ظرف لأخرجوا فيتم الوقف عليه، ويجوز أن يكون ظرفا ل {تجزون} فيتم الوقف على أنفسكم {غير الحق} مفعول تقولون: ويجوز أن يكون وصفا لمصدر محذوف: أي قولا غير الحق {وكنتم} يجوز أن يكون معطوفا على كنتم الأولى: أي وبما كنتم، وأن يكون مستأنفا.
قوله تعالى: {فرادى} هو جمع مفرد، والألف للتأنيث مثل كسالى، وقرئ في الشاذ بالتنوين على أنه اسم صحيح، ويقال في الرفع فراد مثل نوام ورجال وهو جمع قليل، ومنهم من لا يصرفه يجعله معدولا مثل ثلاث ورباع، وهو حال من ضمير الفاعل {كما خلقناكم} الكاف في موضع الحال، وهو بدل من فرادى، وقيل هي صفة مصدر محذوف: أي مجيئا كمجيئكم يوم خلقناكم، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في فرادى: أي مشبهين ابتداء خلقكم، و{أول} ظرف لخلقناكم.
والمرة في الأصل مصدر مر يمر، ثم استعمل ظرفا اتساعا، وهذا يدل على قوة شبه الزمان بالفعل {وتركتم} يجوز أن يكون حالا، أي وقد تركتم، وأن يكون مستأنفا {وما نرى} لفظه لفظ المستقبل، وهى حكاية حال، و{معكم} معمول نرى، وهى من رؤية العين، ولا يجوز أن يكون حالا من الشفعاء إذ المعنى يصير أن شفعاءهم معهم ولا نراهم: وإن جعلتها بمعنى نعلم المتعدية إلى اثنين جاز أن يكون معكم مفعولا ثانيا، وهو ضعيف في المعنى {بينكم} يقرأ بالنصب وفيه ثلاثة أوجه: أحدها هو ظرف لتقطع والفاعل مضمر: أي تقطع الوصل بينكم، ودل عليه شركاء، والثانى هو وصف محذوف: أي لقد تقطع شيء بينكم أو وصل، والثالث أن هذا المنصوب في موضع رفع وهو معرب، وجاز ذلك حملا على أكثر أحوال الظرف، وهو قول الأخفش، ومثله: منا الصالحون ومنا دون ذلك، ويقرأ بالرفع على أنه فاعل، والبين هنا: الوصل وهو من الأضداد.
قوله تعالى: {فالق الحب} يجوز أن يكون معرفة لأنه ماض، وأن يكون نكرة على أنه حكاية حال، وقرئ في الشاذ {فلق} و{الإصباح} مصدر أصبح، ويقرأ بفتح الهمزة على أنه جمع صبح كقفل وأقفال و{جاعل الليل} مثل فالق الإصباح في الوجهين و{سكنا} مفعول جاعل إذا لم تعرفه، وإن عرفته كان منصوبا بفعل محذوف: أي جعله سكنا، والسكن ما سكنت إليه من أهل ونحوهم، فجعل الليل بمنزلة الأهل، وقيل التقدير: مسكونا فيه، أو ذا سكن، و{الشمس} منصوب بفعل محذوف أو بجاعل إذا لم تعرفه، وقرئ في الشاذ بالجر عطفا على الإصباح أو على الليل، و{حسبانا} فيه وجهان: أحدهما هو جمع حسبانة، والثانى هو مصدر مثل الحسب والحساب، وانتصابه كانتصاب سكنا.
قوله تعالى: {فمستقر} يقرأ بفتح القاف.
وفيه وجهان: أحدهما هو مصدر ورفعه باللابتداء: أي فلكم استقرار.
والثانى أنه اسم مفعول ويراد به المكان: أي فلكم مكان تستقرون فيه إما في البطون، وإما في القبور، ويقرأ بكسر القاف فيكون مكانا يستقر لكم، وقيل تقديره، فمنكم مستقر، وأما {مستودع} فبفتح الدال لا غير، ويجوز أن يكون مكانا يودعون فيه، وهو إما الصلب أو القبر، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاستيداع.
قوله تعالى: {فأخرجنا منه خضرا} أي بسببه، والخضر بمعنى الأخضر، ويجوز أن تكون الهاء في منه راجعة على النبات وهو الأشبه، وعلى الأول يكون فأخرجنا بدلا من أخرجنا الأولى {نخرج} في موضع نصب لخضرا، ويجوز أن يكون مستأنفا، والهاء في {منه} تعود على الخضر، و{قنوان} بكسر القاف وضمها وهما لغتان، وقد قرئ بهما والواحد قنو مثل صنو وصنوان.
وفى رفعه وجهان: أحدهما هو مبتدأ.
وفى خبره وجهان: أحدهما هو، ومن النخل ومن طلعها بدل بإعادة الخافض.
والثانى أن الخير من طلعها، وفي من النخل ضمير تقديره: ونبت من النخل شيء أو ثمر فيكون من طلعها بدلا منه، والوجه الآخر أن يرتفع قنوان على أنه فاعل من طلعها، فيكون في من النخل ضمير تفسيره قنوان، وإن رفعت قنوان بقوله: {ومن النخل} على قول من أعمل أول الفعلين جاز، وكان في من طلعها ضمير مرفوع، وقرئ في الشاذ {قنوان} بفتح القاف، وليس بجمع قنو لأن فعلانا لا يكون جمعا، وإنما هو اسم للجمع كالباقر {وجنات} بالنصب عطفا على قوله: {نبات كل شيء}: أي وأخرجنا به جنات، ومثله {والزيتون والرمان} ويقرأ بضم التاء على أنه مبتدأ وخبره محذوف، والتقدير: من الكرم جنات، ولا يجوز أن يكون معطوفا على قنوان لأن العنب لا يخرج من النخل.
ومن أعناب صفة لجنات و{مشتبها} حال من الرمان، أو من الجميع، و{إذا} ظرف لانظروا، و{ثمره} يقرأ بفتح الثاء والميم جمع ثمرة مثل تمرة وتمر، وهو جنس التحقيق لا جمع، ويقرأ بضم الثاء والميم وهو جمع ثمرة مثل خشبة وخشب، وقيل هو جمع ثمار مثل كتاب وكتب فهو جمع جمع، فأما الثمار فواحدها ثمرة مثل خيمة وخيام، وقيل هو جمع ثمر، ويقرأ بضم الثاء وسكون الميم وهو مخفف من المضموم {وينعه} يقرأ بفتح الياء وضمها وهما لغتان، وكلاهما مصدر ينعت الثمرة، وقيل هو اسم للمصدر والفعل أينعت إيناعا، ويقرأ في الشاذ {يانعه} على أنه أسم فاعل.
قوله تعالى: {وجعلوا} هي بمعنى صبروا ومفعولها الأول {الجن} والثانى شركاء.
ولله يتعلق بشركاء، ويجوز أن يكون نعتا لشركاء قدم عليه فصار حالا، ويجوز أن يكون المفعول الاول شركاء، والجن بدلا منه، ولله المفعول الثاني {وخلقهم} أي وقد خلقهم، فتكون الجملة حالا، وقيل هو مستأنف، وقرئ في الشاذ و{خلقهم} بإسكان اللام وفتح القاف، والتقدير: وجعلوا لله وخلقهم شركاء {وخرقوا} بالتخفيف والتشديد للتكثير {بغير علم} في موضع الحال من الفاعل في خرقوا، ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف: أي خرقا بغير علم.
قوله تعالى: {بديع السموات} في رفعه ثلاثة أوجه: أحدهما هو فاعل تعالى، والثانى هو خبر مبتدأ محذوف: أي هو بديع، والثالث هو مبتدأ وخبره {أنى يكون له} وما يتصل به، وأنى بمعنى كيف أو من أين، وموضعه حال، وصاحب الحال {ولد} والعامل يكون، ويجوز أن تكون تامة، وأن تكون ناقصة {ولم تكن}.
يقرأ بالتاء على تأنيث الصاحبة، ويقرأ بالياء وفيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه للصاحبة ولكن جاز التذكير لما فصل بينهما.
والثانى أن اسم كان ضمير اسم الله، والجملة خبر عنه: أي ولم يكون الله له صاحبته.
والثالث أن اسم كان ضمير الشأن والجملة مفسرة له.